هل تعلم لم سمي أنصار عيسى عليه السلام بالحواريين؟
هل تعلم لم سمي أنصار عيسى عليه السلام بالحواريين؟
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:
فقد أرسل الله تبارك وتعالى عيسى المسيح يدعوهم إلى الإسلام وعلمه التوراة وأرسل عليه كتابًا سماويًّا وهو الإنجيل الذي فيه دعوة إلى الإيمان بالله الواحد الأحد، خالق كل شيء، وإلى الإيمان بأن عيسى المسيح عليه السلام عبد الله ورسوله، وفيه بيان أحكام شريعته، وفيه البشارة بنبي ءاخر الزمان وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه الأمر بالصلاة والصيام وغير ذلك من أمور الدين، وكان أصل دعوته شيئين: إفراد الله تعالى بالعبادة والإيمان به أنه نبيه ورسوله، ولقد حذر عيسى المسيح عليه السلام قومه من الكفر والإشراك وبين لهم أنه من يشرك بالله تعالى فقد حرم الله تعالى عليه الجنة ومأواه نار جهنم خالدًا فيها أبدًا، وتوالت المعجزات، فمر يومًا بجماعة يصطادون السمك ورئيسهم يدعى شمعون فقال لهم سيدنا عيسى المسيح عليه السلام: "ما تصنعون؟" قالوا: "نصيد السمك" قال عليه السلام: "أفلا تمشون حتى نصيد الناس؟" أي لنهديهم إلى الإسلام، قالوا: "ومن أنت؟" فأجاب عليه السلام: "أنا عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله." فسألوه دليلًا يدلهم على صدقه فيما قال.
وكان شمعون قد رمى بشبكته في الماء تلك الليلة فما اصطاد شيئًا، فأمره سيدنا عيسى المسيح عليه السلام بإلقاء شبكته مرة أخرى ودعال الله تعالى متضرعًا إليه فما هي إلا لحظات يسيرة حتى اجتمع في تلك الشبكة من السمك ما كادت تتمزق من كثرته، فاستعانوا بأهل سفينة أخرى وملؤوا السفينتين من السمك، فعند ذلك ءامنوا به وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله وانطلقوا معه فصاروا من جملة الحواريين الذين كانوا يصطادون السمك، فلما ءامنوا بسيدنا عيسى عليه السلام صاروا يصطادون الناس ليهدوهم إلى دين الإسلام وسكوا بالحواريين لبياض ثيابهم وقيل بل لأنهم كانوا أنصار سيدنا عيسى عليه السلام وأعوانه المخلصين في محبته وطاعته وخدمته.
اللهم علمنا ما جهلنا
وذكرنا ما نسينا وزدنا علمًا
ونعوذ بك من حال أهل النار