سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

هل تعلم أننا نعيش ذكرى ولادة أحب الخلق الى الله؟


هل تعلم أننا نعيش ذكرى ولادة أحب الخلق الى الله؟
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

أما بعد فإننا نَعِيشُ في ذِكْرى وِلادَةِ أَحَبِّ الخَلْقِ إلى اللهِ تَعَالى، نَعِيشُ في ذِكْرَى وِلادَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ صَلَواتُ اللهِ. مَا أَعْظَمَهَا مِنْ مُنَاسَبَةٍ كَرِيمَةٍ عَمَّ بِهَا النُّورُ أَرْجَاءَ المَعْمُورَةِ، مَا أَعْظَمَهَا مِنْ حَدَثٍ حَوَّلَ تَاريخَ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ قَبَائِلَ مُتَنَاحِرَةٍ مُشَتَّتَةٍ يَفْتِكُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ يَتَبَاهُونَ بِالرَّذَائِلِ وَالمُحَرَّمَاتِ حَتَّى صَارَتْ مَهْدَ العِلْمِ والنُّورِ والإيمانِ، وَدَوْلَةَ الأَخْلاقِ وَالعَدْلِ وَالأَمَانِ بِهَدْيِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى في القُرءانِ الكَرِيمِ: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128)﴾ سورة التوبة.
هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذي سَعِدْنَا بِمَوْلِدِهِ وازْدَدْنَا فَرَحًا وَأَمْنًا وَأَمَانًا بِأَنْ كُنَّا في أُمَّتِهِ. هَذا النَّبيُّ العَظِيمُ طُوبى لِمَنِ التَزَمَ نَهْجَهُ وَسَارَ عَلَى هَدْيِهِ والتَزَمَ أَوَامِرَهُ وانْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ. هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذِي جَعَلَهُ رَبُّهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلى اللهِ بِإِذْنِهِ سِراجًا وَهَّاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا كَانَ أُمِيًّا لا يَقْرَأُ المَكْتُوبَ وَلا يَكْتُبُ شَيْئًا وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ ذا فَصَاحَةٍ بَالِغَةٍ وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ بِالمُؤمِنينَ رَؤُوفًا رَحِيمًا، كَانَ ذَا نُصْحٍ تَامٍّ وَرَأْفَةٍ وَرَحْمَةٍ، ذَا شَفَقَةٍ وَإِحْسَانٍ يُوَاسِي الفُقَرَاءَ وَيَسْعَى في قَضَاءِ حَاجَةِ الأَرَامِلِ والأيْتَامِ والمَسَاكِينِ وَالضُّعَفَاءِ، كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعًا يُحِبُّ المَسَاكينَ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ.
فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ نَبيٍ وَمَا أَحْلاها مِنْ صِفَاتٍ عَسَانَا أَنْ نَتَجَمَّلَ بِمِثْلِهَا لِنَكُونَ عَلَى هَدْيِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ رَبُّهُ يَمْتَدِحُهُ: ﴿بِالمُؤمِنينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ﴾. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مَا رَأَيْتُ شَيئًا أَحْسَنَ مِنَ النَّبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعُ مِنْ مَشْيِهِ مِنْهُ كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إنّا لَنَجْهَدُ وَإنَّهُ غَيرُ مُكْتَرِثٍ"