سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات تعلّم معنى ءاية - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

ثلاثون ءاية من كتاب الله تستغفر لقارئها


ثلاثون ءاية من كتاب الله تستغفر لقارئها
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

رَوَى الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ عَنْ أَنَسٍ وَابْنُ حِبَّانَ [فِي صَحِيحِهِ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: »إِنَّ فِي الْقُرْءَانِ ثَلاثِينَ ءَايَةً تَسْتَغْفِرُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ« [عَزَاهُ السُّيُوطِيُّ فِي جَامِعِ الأَحَادِيثِ لِلضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ]، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: »وَدِدْتُ أَنَّهَا [أَيْ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ] فِي جَوْفِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أُمَّتِي« رَوَاهُ الْحَافِظُ الْعَسْقَلانِيُّ فِي أَمَالِيِّهِ بإسنادٍ صحيحٍ. هذا هو عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ ابنُ عمِّ الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، الذي دعا لهُ وكانَ صغيرًا بأن يُعلِّمَهُ اللهُ تعالى فهمَ القرءانِ أي تلاوتَهُ وتفسيرَهُ فكانَ هو بينَ الصحابةِ أشهرَ واحدٍ بمعرفةِ تفسيرِ القرءانِ، مِنْ شدةِ ما أعطاهُ اللهُ تعالى مِنْ معرفةِ القرءانِ ومعرفةِ تفسيرِه سُميَ "تَرجمانَ القُرءانِ"، هو يقولُ لخادمهِ عِكرِمةَ: أَلا أُتحفُكَ بحديثٍ تفرحُ بهِ؟ اقرأ تباركَ الذي بيدِه الملكُ وعلِّمْها أهلَكَ، وولدَكَ، وجيرانَ بيتِك؛ لأنَّها المنجيةُ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَى قِرَاءَتِهَا كُلَّ يَوْمٍ كَانَ دَاخِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَمَّا مَنْ قَرَأَهَا لَيْلَةً وَاحِدَةً وَمَاتَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَلَمْ يَرِدْ نَصٌّ أَنَّهُ لا يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ وَلا يُسْأَلُ.
فينبغي حفظُها وتلاوتُها معَ تصحيحِ اللفظِ فمن سَمِعَ بهذا الفضلِ ولم يهتمَّ بحفظِها وتلاوتِها على الوجهِ الصحيحِ الذي أُنزلتْ عليهِ فإنهُ متهاونٌ بالخيرِ العظيمِ، ذلكَ دليلٌ على ضَعفِ همّتِه بآخرتهِ. فإذا كانت مستقرةً في جوفِ الإنسانِ كانَ من أهلِ هذهِ السورةِ، ولا يُحرمُ مِنْ فضيلتِها، وهي تنفعُ قارئِيها في قبورِهم وفي ءاخرِتهم، قارئُ هذهِ السورةِ اللهُ تباركَ وتعالى لا يعذبُهُ في قبرِه ولا في ءاخرتِه، وعذابُ الآخرةِ أشدُّ مِنْ عذابِ القبرِ بالنسبةِ للكفارِ.
فسورةُ الملكِ تمنعُ عن قارئِها بالمرةِ عذابَ القبرِ. ولا يُشترطُ أن يكونَ الذي يقرأُها كلَّ يومٍ صالحًا، بل الذي هو صالٌح لو لم يقرأْ سورةَ الملكِ فهو ليسَ عليهِ نكدٌ في القبرِ، الإنسانُ التقيُّ إن كانَ يقرأُ سورةَ الملكِ وإن كانَ لا يقرأُ ما عليهِ نكدٌ لا في القبرِ ولا في الآخرةِ، لكن هذا الذي كانَ من أهلِ الكبائرِ ثم واظبَ كلَّ يومٍ على قراءةِ تباركَ الذي بيدِه الملكُ معَ تصحيحِ القراءةِ هذا اللهُ تعالى يحميهِ مِنْ عذابِ القبرِ ومِنْ عذابِ جهنمَ.