سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات قصة إسلام - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

قصة إسلام طلحة بن عبيد الله


قصة إسلام طلحة بن عبيد الله
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

أحدُ العشَرةِ الّذينَ بشَّرهُم رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم بالجنّة، وأحدُ السّابقينَ الأوّلينَ إلى الإسلامِ وأحدُ السّتةِ أهلِ الشُّورى.
يروي ابنُ سعدٍ في طَبَقاتِه قِصّةً مَفادُها أنَّ طَلحَةَ قالَ: حضرتُ سوقَ بُصرى بالشَّامِ فإذا راهِبٌ في صومَعتِه يقولُ: سَلوا أهلَ هذا الموسِم أفيهِم أحدٌ من أهلِ الحرَم فقلتُ: نعم أنا فقالَ: هلْ ظهرَ أحمدُ بعدُ قلتُ: ومن أحمدُ قالَ: ابنُ عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المطّلب هذا شهرهُ الّذي يخرجُ فيهِ وهو ءاخِرُ الأنبياءِ ومخرِجُهُ من الحرمِ ومهاجَرُه إلى نَخل وحَرّةٍ وسِباخٍ، قال طلحةُ: فوقع في قلبي ما قال فخرجت سريعًا حتى قدِمتُ مكةَ فقلتُ: هل كانَ من حَدَثٍ؟ قالوا: نعم محمّد بنُ عبدِ اللهِ الأمينِ تنبّأَ وقدْ تَبِعَه ابنُ أبي قحافة [يعنون أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ] فانطلقتُ إلى أبي بكرٍ فأخبرتُه بما قالَ الرّاهب فخرجنا معًا فدخلنا على رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم فأسلمتُ على يدَيهِ وأخبرتُه بخبرِ الراهِب فسُرَّ سُرورًا عَظيمًا بذلِك.
وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ومدحه فسماه طلحة الخير وطلحة الفيّاض وطلحة الجود وذلك لبذله وسخائه في سبيل الله، فكثيرًا ما كان يعطي من غير مسئلة.
وعن عائشة رضي الله عنها عن أبيها الصديق رضي الله عنه أنه كلما ذُكر يوم وقعة أُحُد قال: ذلك كله يومُ طلحة، كنت أول من فاء يوم أُحُد فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي عبيدة بن الجراح: «عليكما صاحبكما» يريد طلحة وقد نزف فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتينا طلحة فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر بين طعنة وضربة ورمية.
وقد ثبت أن طلحة رضي الله عنه حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، فقد أخرج النسائي أن رسول الله كان في ناحية في اثني عشر رجلا منهم طلحة، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«من للقوم» قال طلحة: أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كما أنت» فقال رجل من الأنصار: أنا فقال: «أنت» فقاتل حتى قُتل فلم يزل كذلك حتى بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم طلحة، فعندئذٍ قاتلهم طلحة قتال الأحد عشر حتى قُطعت أصابعه، ثم رد الله المشركين.
وأخرج الحاكم والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أُحُد: «أوجَبَ طلحة».
وفي طبقات ابن سعد بالإسناد عن عامر الشعبي أنه قال: أُصيب أنف النبي صلى الله عليه وسلم ورباعيته يوم أُحُد، وإن طلحة بن عبيد الله وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فضُربت فشلَّت إصبعه.
اللهم أعنا على ذِكرِكَ وشُكرِك وحُسنِ عبادتك، اللهم أنت السّلامُ ومنكَ السلام تبارَكت يا ذا الجلال والإكرام.