هل تعلمُ أنَّ ءادم وحواء سكنا الجنة؟


هل تعلمُ أنَّ ءادم وحواء سكنا الجنة؟
الموسم الرابع - الحلقة السابعة
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، وحبيب رب العالمين، وشفيع المذنبين يوم الدين.
أما بعد، فقد قال الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿وقلنا يا ءادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾. سكن سيدنا ءادم وزوجته حواء الجنة، وهي جنة الخلد التي سيدخلها المؤمنون يوم القيامة، ولم يمنع عنهما مكانًا من أمكنة الجنة، كما أباح الله وأذن لهما بأن يأكلا ما شاءا من ثمارها، وبأن يشربا من مياهها، والتنعم بنعيمها من غير مشقة ولا تعب يلحقهما في الحصول على ما يريدان من طعام وشراب، إلا شجرة واحدة حرمها عليهما ونهاهما عن الأكل منها، وكان في نهي الله ءادم عليه السلام وزوجته حواء عن الأكل منها دليل على أن سكناهما في الجنة لا تدوم لأن المخلد لا ينهى ولا يمنع من شيء، كما نبههما الله وخص ءادم بالتحذير أنه إياك أن تعمل على إخراج نفسك من الجنة فتتعب وتشقى في طلب رزقك، فإنك ها هنا في عيش رغيد هنيء بلا كلفة ولا مشقة.
قال الله تعالى: ﴿وقلنا يا ءادم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين﴾ ولم يرد في القرءان الكريم ولا في الحديث الثابت الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هي هذه الشجرة، وحذرهما الله من عداوة إبليس وإغوائه لهما، قال الله تعالى: ﴿فقلنا يا ءادم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى﴾ فصار ءادم عليه السلام وزوجه حواء يتمتعان بما في الجنة من نعيم وما فيها من كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، ويتنقلان بين أشجارها، يقطفان من ثمارها، ويتنعمان بفاكهتها، ويشربان من عذب أنهارها ومياهها.
بقيا كذلك ما شاء الله لهما أن يبقيا حتى وسوس الشيطان لهما أن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن أكل ثمارها، فقال لهما ما أخبر الله تعالى في القرءان الكريم:﴿فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين﴾ فأكلا منها، وءادم عليه السلام لم ينبأ بعد، وكان الأكل من هذه الشجرة فيه مخالفة لأمر الله ومعصية، ولكن ليست معصية كبيرة، إنما صغيرة ليس فيها خسة لعصمة الله أنبياءه من الوقوع في الكفر والكبائر وصغائر الخسة، حتى قبل أن ينزل عليهم الوحي ويصيروا أنبياء، وما إن أكلا منها حتى تساقطت عنهما ملابس الجنة وتطايرت، ابتلاهما الله بأن نزع عنهما لباسهما وانكشفت لهما لا لغيرهما سوءاتهما، فطفقا يلصقان عليهما من ورق الجنة ليستترا به، وكان لباسهما الذي كان عليهما من نور. قال تعالى: ﴿يا بني ءادم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما﴾ وأخرجهما الله تعالى من الجنة وأهبطا إلى الأرض كما ورد في القرءان الكريم ولم يطردا، فالطرد مناف لمقام النبوة، لكن ذلك كله كان قبل أن تنزل عليه النبوة والرسالة، لأنه إنما نبئ بعد أن خرج من الجنة، فتابا من تلك المعصية الصغيرة، قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وعصى ءادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾
اللهم أدخلنا الجنة، اللهم أدخلنا الجنة، اللهم أدخلنا الجنة
اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار، اللهم أجرنا من النار وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين