هل تعلمُ أنَّ الملائكةَ هم أولُ خلقِ اللهِ من ذوي الأرواحِ؟


هل تعلمُ أنَّ الملائكةَ هم أولُ خلقِ اللهِ من ذوي الأرواحِ؟
الموسم الرابع - الحلقة الثالثة
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين
أما بعد، فقد قال الله تعالى في القرءان الكريم: ﴿ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسَّنا من لغوب﴾. إن ربنا تبارك وتعالى خلق الأرض في اليومين الأولين وهما يوم الأحد والإثنين، ثم خلق الله السماوات السبع في اليومين التاليين وهما الثلاثاء والأربعاء، وأما في اليومين الأخيرين أي الخامس والسادس فقد خلق الله تبارك وتعالى مرافق الأرض التي يعيش فيها الإنسان من جبال وأنهار ووديان وأشجار وما أشبه ذلك.
خلق الله قبل ابن ءادم البهائم لننتفع بها والطيور خلقت لننتفع بها: ﴿وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه﴾ الله تبارك وتعالى بتكوينه سخر لنا ما في السماوات ولقد كان بدء خلق الملائكة في تلك الأيام الستة، وكذلك خلق الله إبليس اللعين الذي هو أبو الجن؛ وإبليس لم يكن من الملائكة لقوله تعالى: ﴿إلا إبليس كان من الجن﴾، في الأول كان مختلطًا بالملائكة في الجنة وكان وكان يعبد الله، كان اسمه عزازيل ثم لما كفر سمي إبليس وأصلها أبلس أي أبعد من الخير، فمعنى إبليس أي مبعد من الخير، فالملائكة هم أول خلق الله من ذوي الأرواح، خلقوا قبل الإنس والجن والبهائم والطيور والحشرات. ثم الملائكة خلقهم الله تعالى مؤمنين، ليس فيهم كافر، ليس فيهم عاصٍ، كلهم يطيعون الله لا يفتُرون عن ذكر الله والملائكة ليسوا رجالًا حقيقة ولا إناثًا وإن تصوروا لا يتصورون بشكل الإناث أبدًا.
ثم بعد خلق الملائكة والجن والبهائم والحشرات والطيور خلق الله تبارك وتعالى البشر، خلق الله ءادم، ءادم عليه السلام الذي هو أبو البشر وأول الأنبياء فقد خلقه الله تبارك وتعالى في ءاخر اليوم السادس وهو يوم الجمعة الذي هو أفضل أيام الأسبوع، فكان ءادم عليه السلام ءاخر أنواع العوالم التي خلقها الله تبارك وتعالى.
وخلق ءادم عليه السلام كان ضمن هذه الستة أيام، في ءاخر اليوم السادس؛ ترابه الذي خلق منه من هذه الأرض التي نحن عليها وأما الموضع الذي تم فيه تكوينه أي هيكله البشري الإنساني فهو الجنة. التراب الذي خلق منه ءادم عليه السلام أخذه الملك بأمر الله تعالى. قال عليه الصلاة والسلام: "خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ءادم مما وصف لكم." الجن الله تعالى خلقهم من نار، أبوهم الأول وجدهم الأعلى ورئيس الشياطين هو إبليس الذي خلقه الله من لهب النار الصافي؛ قال الله تعالى: ﴿من مارج من نار﴾ المارج معناه اللهب الصافي الذي يكون في أعلى النار وهذه النار خلقها الله من الماء وأما الملائكة فخلقهم الله من نور، وهذا النور خلقه الله من الماء والإنس خلقهم الله من الطين أي من الماء الذي خلط بالتراب، وهذا التراب خلقه الله من الماء، أما الماء فهو الشيء الذي خلقه الله تبارك وتعالى بلا شيء سابق أي أخرجه من العدم إلى الوجود ثم كل المخلوقات أصلها يرجع إلى الماء
اللهم علمنا ما جهلنا وذكرنا ما نسينا وزدنا علمًا ونعوذ بك من حال أهل النار