هل تعلم أن الملائكة هم أكثر خلق الله؟


هل تعلم أن الملائكة هم أكثر خلق الله؟
الموسم الرابع - الحلقة العشرون
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى تفضل على عباده المؤمنين بأن جعل حسناتهم كفارات لسيئاتهم، يقول الله تعالى في سورة هود: ﴿إن الحسنات يذهبن السيئات﴾ ولم يقل الله تعالى: "إن السيئات يذهبن الحسنات" وذلك لأن رحمة الله تعالى غلبت غضبه، وورد في صحيح البخاري: إن الله تعالى لما قضى الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع فوق العرش: "إن رحمتي غلبت غضبي." أي أن مظاهر الرحمة غلبت مظاهر الغضب، معناه المخلوقات التي هي مرحومة عند الله أكثر من المخلوقات التي هي يكرهها الله وذلك أن الملائكة هم أكثر خلق الله، أكثر من الإنسان والجن والبهائم والطيور والحشرات وكل ذي روح ومن عدد الرمال وعدد الأشجار وغير ذلك من المخلوقات.
الملائكة أكثر خلق الله تعالى، هؤلاء كلهم من مظاهر رحمة الله، يحبهم الله لأنهم مؤمنون به مطيعون له، لا يعصون الله، لا يفترون عن تسبيح الله تعالى لأنهم ليس فيهم ما يثبطهم عن طاعة الله، لا يحتاجون للشرب والنوم ولا للنساء، الله تعالى ما خلق فيهم حاجة الأكل والشرب والنساء ولا خلق فيهم التعب.
الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه لا يوجد في السماء موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد، هذا إخبار عن ملائكة السماوات السبع وكل سماء أكبر من أرضنا هذه والكرسي الذي هو تحت العرش السماوات السبع بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض، هؤلاء الملائكة الذين هم حول العرش أكثر من ملائكة السماوات السبع، ثم ملائكة الجنة، ثم ملائكة جهنم الذين هم موكلون بتهيئة نار جهنم وتعذيب الكفار بعد أن يدخلوا فيها، والملائكة الذين يتواجدون بين البشر.
كل يوم كل فرد من الإنسان يأتي إليه وقت العصر ينزل من السماء جماعة من الملائكة يبيتون عنده، ثم عند صلاة الصبح هؤلاء يصعدون وأولئك الآخرون الذين يظلون معه في النهار ينزلون عند صلاة الصبح، ثم ملائكة العرش الذين لا يعلم عددهم إلا الله. قال الله تعالى عنهم في القرءان الكريم: ﴿وترى الملآئكة حآفين من حول العرش﴾ هؤلاء كلهم مظاهر الرحمة، ليس فيهم مسخوط عليه من قبل الله، كلهم أحباب الله، كل فرد منهم، أما المسخوط عليهم من العباد كفرة الجن والإنس، هؤلاء بالنسبة لمظاهر الرحمة كلا شيء من حيث الكثرة، هذا معنى: "إن الله لما قضى الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع فوق العرش: "إن رحمتي غلبت غضبي."
صفة الله التي هي الرحمة والغضب هما ليسا كصفات الخلق، رحمته تعالى ليست رقة القلب وكذلك غضبه ليس غليان الدم في القلب لأن هذا من صفات البشر، غضبه تعالى أزلي ورضاه أزلي أبدي، إنما الأثر، أثر الغضب حادث مخلوق وأثر الرحمة حادث مخلوق. ومن ءاثار ذلك كون الحسنات تضاعف للمؤمن، فكل حسنة يعملها العبد مخلصًا لله تعالى في نيته لا يشرك فيها أحدًا غير الله أي لا يطلب بهذه الحسنة محمدة من الناس ولا أن ينظروا إليه بعين الإجلال والإكرام وكانت موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، تكتب الحسنة بعشرة أمثالها وقد تضاعف إلى أكثر من ذلك، لذلك قال عليه الصلاة والسلام كما رواه النَّسائي: "من توضَّأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما تقدم من ذنبه." أي من الصغائر أي مهما كان له صغائر، لو كانت له ءالاف مؤلفة بل ملايين متعددة من فعل هذا انمحى عنه كل ذاك.
اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين