هل تعلمُ أنَّ ءادم كان حسن الوجه حسن الصوت؟


هل تعلمُ أنَّ ءادم كان حسن الوجه حسن الصوت؟
الموسم الرابع - الحلقة الحادية عشرة
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين، أما بعد:
فقد كان أبو البشر ءادم عليه السلام جميل الشكل والصورة وحسن الصوت، قال عليه الصلاة والسلام: "ما بعث الله نبيًّا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا." رواه الترمذي.
هذا الحديث يخبرنا بأن الله تعالى جعل كل نبي من أنبيائه جميل الخلقة، حسن الوجه، حسن الصوت. الأنبياء عليهم السلام كل فرد منهم من ءادم إلى محمد عليهم الصلاة والسلام كلهم كانوا حسان الوجوه حسان الصوت، ليس فيهم أحد دميم الخلقة ولا أحد قبيح الصوت، كما أخبرنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا.
أما طول ءادم عليه السلام فكان ستين ذراعًا في عرض سبعة أذرع كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعلى مناسبة هذا الطول والعرض عينه ويداه ورجلاه وفمه وأنفه، فقد كان من أجمل خلق الله. ورد في مسند الإمام أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل الجنة يدخلون الجنة على خلق ءادم عليه السلام، ستين ذراعًا في عرض سبعة أذرع، وكان عليه السلام وافر الشعر أي طويل الشعر، شبَّهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطول بالنخلة السحوق أي النخلة الطويلة، فآدم عليه السلام لم يكن محدودب الظهر، لم يكن قصير القامة، فلما خلقه الله سبحانه وتعالى قال له بواسطة الملائكة وليس بسماع كلام الله تعالى الذي هو ليس ككلام العالمين، قال له: "اذهب فسلم على أولئك الجماعة" وكان هناك جماعة من الملائكة جلوس، فذهب إليهم فسلم عليهم، فقال ءادم عليه السلام: "السلام عليكم." فقالوا: "السلام عليك ورحمة الله." فزادوه: "ورحمة الله" فأخبره الله تعالى أن هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك.
فلينظر الواحد منا كيف وصف رسول الله ءادم عليه السلام، وكثير ممن يدعون الإسلام يقولون إن أول البشر أصله قرد ويقولون بأنه كان قصير القامة له شعر كثيف على جسمه منظره بشع جدًّا كالقرود محدودب الظهر، ويقولون كان في البداية يمشي على أربع ثم استقام قليلًا وصار يمشي على رجليه، ثم استقام ظهره وكان عاريًا لا يلبس شيئًا، وكان يسكن الكهوف إلى غير ذلك.
فمما تقدم ظهر بطلان قول من قال إن أصل الإنسان قرد أو يشبه القرد لما فيه من تكذيب لقول الله تبارك وتعالى في سورة التين: ﴿والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ الله تعالى أقسم بهذه الأشياء: التين والزيتون لعظم لعظم منافعهما، فإن من منافعهما ما يعرف ومن منافعهما ما لا نعرف لكن علينا أن نعتقد أن لهما شأنًا عظيمًا. وأما قوله تعالى: ﴿وطور سينين﴾ أي طور سيناء ﴿وهذا البلد الأمين﴾ أي مكة المكرمة، فالله تعالى أقسم بهؤلاء الأربعة بأنه خلق الإنسان في أحسن تقويم كما ذكر ذلك في كتابه العزيز القرءان الكريم.
فالإنسان أول خلق منه ءادم عليه السلام، لم يكن قبل ءادم إنسان، والله تعالى أخبرنا في ءاية أخرى بأن البشر خلقوا من نفس واحدة وهذه النفس الواحدة هي ءادم عليه السلام.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا، ربنا تقبل منا طاعتنا ربنا تقبل منا صيامنا ءامين