هل تعلم أن الله اصطفى ءادم بالنبوة؟


هل تعلم أن الله اصطفى ءادم بالنبوة؟
الموسم الرابع - الحلقة العاشرة
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا وحبيبنا محمد أشرف المرسلين وخاتم النبيين، أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم: ﴿إن الله اصطفى ءادم ونوحًا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين﴾. بدأ الله تبارك وتعالى بذكر ءادم عليه السلام ثم ثنَّى بنوح عليه السلام ثم ذكر ءال إبراهيم، يعني الله تبارك وتعالى بآل إبراهيم ابنيه اللذين كانا رسولين، إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، أما ءال عمران، فالمراد به موسى وهارون عليهما السلام، وهما نبيان مرسلان من عند الله. والاصطفاء هنا الاصطفاء بالنبوة، ءادم شمله ذلك الاصطفاء، فهو نبي رسول، فمن احتقره فقد كذَّب شريعة الله.
الأنبياء عليهم السلام كلهم على هدًى، ما فيهم زائغ تائه، لكن أكملهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ وبيان ذلك أن الله تبارك وتعالى جعل ءاخر العالم الإنسان ءادم عليه السلام، وذلك لأنه أفضل ممن خلقه الله قبله. سيدنا ءادم عليه السلام هو أبو البشر وأول إنسان خلقه الله تعالى، فهو أول النوع البشري الذي فضله الله على سائر أنواع المخلوقات، فهو أفضل من النوع الملكي وأفضل من النوع الجني ومن البهائم والطيور والأشجار وغيرها مما خلق الله قبله. ختم الله أنواع العالم بهذا النوع الإنساني ءادم عليه السلام لأنه أشرف العوالم ثم أنزل الله عليه الوحي فكان نبيًّا رسولًا، لولا أنه كان نبيًّا يأتيه الوحي فيعلم ذريته ما يصلحهم في معاشهم وءاخرتهم لكان الناس كالبهائم، فكثير من الناس لا يعرفون لآدم عليه السلام فضله، فالله ختم أنواع العالم بهذا النوع الإنساني ءادم عليه السلام لأنه أشرف العوالم ثم أنزل الوحي على ءادم فكان نبيًّا رسولًا.
لولا أن ءادم نبي رسول يأتيه الوحي فيعلم ذريته ما ينفعهم، ما يصلحهم في معاشهم وءاخرتهم، لكان الناس، لكان البشر كالبهائم، من يعلمهم لولا أن ءادم عليه السلام علمهم أصول المعيشة؟ الله علمه بالوحي كيف يستخرج الذهب وكيف تستخرج الفضة، ثم كيف يعمل منها عملة فينتفع الناس بها وغير ذلك، كما أنزل الله تبارك وتعالى له من الجنة أشياء ثم هو صار يعلمهم كيف يزرع القمح وكيف يحصد وكيف يخبز منه إلى أشباه ذلك من أصول المعيشة، هو علمهم. فآدم عليه السلام هو علم البشر أصول المعيشة إلى جانب ما يعلمهم من الدين كالصلاة ويبين لهم ما حرَّم الله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى جميع رسل الله.
كثير من الناس لا يعرفون لآدم عليه السلام قدره، والعياذ بالله، يعرفون أنه أبو البشر أما أن يعرفوا له فضله الذي وعده الله فلا، إنما يعرف ذلك من عرف ذلك من طريق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله القرءان الكريم.
فكلما ذكر ءادم سلموا عليه وأضيفوا الصلاة أيضًا، يقال صلى الله عليه وسلم أو يقال عليه السلام، ثم الذي لا يسلم عليه ولا يصلي عليه وكان يعتبره كسائر الناس من الآحاد هذا قد حرم خيرًا كثيرًا. والنبوة فضل إلهي وهبة ربانية يخص الله بها من يريد من خلقه، والنبوة ليست مكتسبة فهي لا تدرك بالجد والتعب ولا تنال بكثرة الطاعة والعبادة إنما هي اصطفاء من الله واختيار فلا تكون إلا لمن اختاره الله واصطفاه لحمل هذا الشرف العظيم. قال الله تعالى: ﴿إن الله اصطفى ءادم ونوحًا وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين﴾ هذا الاصطفاء دليل النبوة والرسالة، فهو أول البشر وأول الأنبياء، كيف يجعلونه كالبهائم؟ لولا أن الله تبارك وتعالى شاء له النبوة ما قال في القرءان الكريم: ﴿وإذ قال ربك للملآئكة إني جاعل في الأرض خليفة﴾ معناه حاكم يحكم بالشرع، فقوله تعالى: ﴿وإذ قال ربك للملآئكة إني جاعل في الأرض خليفة﴾ من أصرح الآيات التي تدل على نبوة ءادم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار