هل تعلم أن بعثة الأنبياء رحمةً للعباد؟


هل تعلم أن بعثة الأنبياء رحمةً للعباد؟
الموسم الرابع - الحلقة الأولى
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله أشرف المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين، ءادم وإبراهيم وعيسى وموسى ومن بينهم من النبيين، وعلى ءاله الطاهرين.
أما بعد، فإن أفضل الخلائق الأنبياء عليهم السلام لما أعطاهم الله من الصبر والتقى، وإن أحسن القصص قصصهم لما جعل الله فيها من مواعظ وعبر، قال الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم: ﴿نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرءان﴾. وإن بالاطلاع على قصص حياتهم صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين وما حفلت به من أحداث واشتملت عليه من أفعال لدليلًا لنا ننتهجه ونستنير ونستعين به للوصول إلى الإيمان الكامل الذي هو سبيل النجاة والفوز في الآخرة.
ولقد جعل الله تبارك وتعالى في قصص أنبيائه ورسله عليهم السلام من لدن أول البشر والأنبياء سيدنا ءادم عليه السلام إلى ءاخرهم وأفضلهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المواعظ والعبر والآيات والدروس وتعليم الناس على الصبر وحثهم على أداء ما افترض الله عليهم والثبات على الحق؛ تؤخذ منها العبر والدروس وأول عبرة في سيرتهم أن الله أرسلهم رحمة لخلقه ليصلحوا منهم من فسد ويعيدوا منهم من ضلَّ وابتعد، فكل نبي بشر وحذر وجاءهم بالحجة والدليل، يقول الله تعالى: ﴿وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين﴾ مبشرين بالجنة من ءامن وعمل صالحًا ومنذرين بالنار من ضلَّ وخالف الطريق ومبينين للناس ما يحتاجون إليه من أمور الدنيا والدين.
وأيدهم بالمعجزات الناقضات للعادة وأول الأنبياء ءادم عليه السلام وءاخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم هذه الآية نص على أن كل نبي مأمور بالتبليغ، بالتبشير والإنذار، وأي معنًى لتنبئة النبي لنفسه فقط من غير أن يكون عليه أمر تبليغ للغير من نفسه؟
ولولا أن الله بعث الرسل عليهم السلام لقال العباد يوم القيامة: "يا ربنا ما أرسلت إلينا رسولًا يعلمنا ما تحب من الأعمال وما تكره" لكن الله أحكم الحاكمين، بعث إليهم الرسل، فقطع الحجة على الخلق، فربنا هو القائل: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا﴾. إن الله بعث الأنبياء رحمة للعباد إذ القلب والعقل لا يستغنيان عن الأنبياء فيما أخبروا به صلوات الله عليهم، فالعقل لا يصل وحده لمعرفة المنجيات في الآخرة، ففي إرسال الرسل حكمة أي مصلحة وعاقبة حميدة وقد أرسل الله تعالى رسلًا من البشر إلى البشر، فجعل النبوة خاصة في ذكور البشر، ليس في الملائكة أنبياء ولا في الجن أنبياء ولا في نساء البشر أنبياء. وليست النبوة تكتسب بالجد والنشاط والهمة في الطاعات والتقرب إلى الله، لا، النبوة لا تكتسب اكتسابًا وإنما النبوة يخص الله بها من شاء من عباده وختم النبوة بقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾ أي لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وقلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا وجسدًا على البلاء صابرًا
وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين