سلسلة هل تعلم حلقات الموسم الأول - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

هل تعلم أن العنايةَ بِما افترضَ اللهُ على عبادِه خيرٌ من العنايةِ بالنّوافلِ؟


هل تعلم أن العنايةَ بِما افترضَ اللهُ على عبادِه خيرٌ من العنايةِ بالنّوافلِ؟
الموسم الأول
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

في صَحيحِ البُخاريِّ ومُعجمِ الطبرانيِّ الكَبيرِ بالإسنادِ المتَّصلِ مِن حديثِ أبي هريرةَ عندَ البخاريِّ ومِن حديثِ حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ عندَ الطبرانِيِّ أنَّ نَبِيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ عن ربِّهِ:
"مَنْ عادَى لي وَلِيًّا فقَد ءاذَنتُهُ بالحَربِ وما تقرَّبَ إليَّ عَبدِي بشَىءٍ أحَبَّ إليَّ مِما افتَرَضْتُ عليهِ".
هذا الحَديثُ دَليلٌ على أنَّ العِنايةَ بِما افتَرَضَ اللهُ على عِبادِه خَيرٌ مِن العِنايةِ بالنَّوافِلِ التي لم يَفتَرِضْها عليهِم. فإهْمالُ جانِبِ الفَرائضِ والانْشِغالُ بالنَّوافلِ مِن علاماتِ الغُرورِ، لذلكَ قالَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمهُ اللهُ في شَرحِهِ على البُخارِيِّ: قالَ بَعضُ الأكابرِ:
"مَنْ شَغلَهُ الفَرضُ عن النفلِ فهُو مَعذورٌ
ومَنْ شغَلهُ النفلُ عن الفَرضِ فهوَ مَغْرورٌ".

مِن عَلامَةِ المفلِحِ أن يَكونَ اهتِمامُهُ بِما افترضَ اللهُ عليهِ واعتِناؤهُ بذلكَ فوقَ اعتِنائِه بالنَّوافلِ. ومما افترَضَ اللهُ على عبادِهِ تعلُّمُ العِلمِ الدِّينيِ الضَّروريِّ، هذا الذي فَرضَهُ اللهُ على كلِّ بالِغٍ عاقِلٍ. كلُّ مَنْ بَلغَ وكانَ بصِفَةِ العقْلِ فهوَ مَسؤولٌ يومَ القيامَةِ عَن تعَلُّمِ العِلمِ الدينيِّ الضَّروريِّ.