سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات رحلة العمر الحج - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

فرصة العمر


فرصة العمر
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الـحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيـنَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَأَتِـمُّوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ لِلّهِ﴾ [سورة البقرة/196]. أَيِ ائْتُوا بِـهِمَا تَامَّيْـنِ. كَانَ الـمُشْرِكُونَ قَبْلَ بِعْثَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُونَ حَوْلَ الكَعْبَةِ الـمُشَرَّفَةِ يَقُولُونَ: «لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكًا تَـمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ». فَبُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالـحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَاءِ، بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ الأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ مِنْ قَبْلِهِ حَيْثُ قَالَ: «أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ» رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الـمُوَطَّإ.
وَالـحَجُّ وَالعُمْرَةُ عِبَادَتَانِ عَظِيمَتَانِ فِيهِمَا كَثِيـرٌ مِنَ الـمَشَقَّاتِ يُتَقَرَّبُ بِـهَا إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فَعَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يَـحُجَّ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وأَرَادَ أَنْ يَتَكَبَّدَ مَشَقَّاتِ السَّفَرِ وَتَكَلُّفَ هَذِهِ الرِّحْلَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَرْكَانَ الـحَجِّ وَوَاجِبَاتِهِ، وَأَنْ يَعْرِفَ الـمُبْطِلَاتِ لِيَجْتَنِبَهَا، أَنْ يَعْرِفَ الأَرْكَانَ وَالوَاجِبَاتِ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهَا وَبَيْـنَ السُّنَنِ وحَتَّى لَا يَهْتَمَّ بِالسُّنَنِ وَيُفَرِّطَ بِالأَرْكَانِ فَيَعُودَ إِلَى بَلَدِهِ وَفِي كَثِيـرٍ مِنَ الصُّوَرِ لَمْ يَـحُجَّ، أَوْ يَكُونَ قَدْ فَسَدَ حَجُّهُ بِارْتِكَابِ مَا يُفْسِدُهُ كَحَالِ كَثِيـرِينَ مِنَ النَّاسِ. فَالِاسْتِعْدَادُ لِلْحَجِّ لَا يَكُونُ بِالزَّادِ وَلَا بِبِطَاقَةِ السَّفَرِ وَلَا بِوَثِيقَةِ السَّفَرِ فَقَطْ، بَلْ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَتَعَلَّمَ هُنَا مَا سَتُطَبِّقُهُ هُنَاكَ..
«أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّـمَا العِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ» هَكَذَا قَالَ حَبِيبُنَا الـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا رَوَاهُ الطَّبَـرَانِيُّ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَـحُجَّ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الـحَجَّ وَزِيَارَةَ البَيْتِ الـحَرَامِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيـنَ، اللَّهُمَّ نَقِّنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالـخَطَايَا وَاجْعَلْنَا مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَحْبَابِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيـنَ