هل تعلم أن للعيد ءادابا وأحكامًا؟
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى ءاله الأطهار وصحابته الأخيار أما بعد:
فإننا نعيش أيامًا فاضلة، أيامًا عظم الله شأنها ورفع الله مكانتها ألا وهي أيام عشر ذي الحجة، تلك الأيام الفاضلة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح فيها يضاعف إلى أضعاف كثيرة، فقد روى الطبراني بإسناد صحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ خير وأحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر." إنها الأيام التي فيها يوم عرفة، اليوم التاسع من ذي الحجة وفي ختامها يكون يوم عيد الأضحى.
وللعيد ءاداب وأحكام ينبغي للمسلم أن يراعيها ويتأدب بها منها: المحافظة على صلاة العيد مع الجماعة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج إليها ولازم النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولم يتركها في عيد من الأعياد حتى أمر بخروج النساء والعواتق جمع عاتق وهي البنت التي بلغت وذوات الخدور والحُيَّض وأمر الحُيَّض أن يعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين كما في خبر الصحيحين عن أم عطية، فينبغي للمسلم أن يحافظ عليها ولا يفرط فيها فيشهد الصلاة والخير ودعوة المسلمين.
ومن ءاداب العيد أن يخرج إلى صلاة العيد على أحسن هيئته متطيبًا لابسًا أحسن الثياب تأسيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام، أما النساء فيخرجن إلى صلاة العيد بغير زينة ولا طيب.
ومن الآداب أن يخرج إلى صلاة العيد ماشيًا ويخرج من طريق ويرجع من طريق ءاخر، ومن ءاداب العيد أن يكثر من التكبير، فقد قال أهل العلم: "كان الناس يكبرون بالعيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا إلى المصلى وحتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام سكتوا، فإذا كبَّر كبَّروا."
ومن ءاداب عيد الأضحى خاصة أن لا يأكل شيئًا حتى يصلي العيد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يُطعم ولا يُطعم يوم الأضحى حتى يصلي، فيستحب الأكل قبل صلاة عيد الفطر ويستحب ترك الأكل قبل صلاة عيد الأضحى إلى ما بعد الصلاة.
ومن ءاداب العيد صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء، فإن صلة الأرحام من أجل الأعمال وأفضلها وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرحم معلقة بالعرش تقول: "من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله." وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوَّأت من الجنة منزلًا." كما رواه الترمذي.
وينبغي للمسلم وهو يعيش فرحة العيد مع أهله وأقاربه أن لا ينس اليتامى والمساكين الذين فقدوا حنان الأبوة فيرعى اليتامى ويعطف على المساكين ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك
اللهم اجعلنا أفقر الناس إليك وأغنى الناس بك اللهم وفقنا لما تحب وترضى
اللهم ءات نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين