سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات رحلة العمر الحج - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

اللهم اغفر للمحلقين


اللهم اغفر للمحلقين
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

أما بعد فإن من اركان الحج الـحَلْقِ أَوْ التَّقْصِيـرِ وَوَقْتُ إِجْرَائه مِنَ النِّصْفِ الثَّانِي مِنْ لَيْلَةِ العِيدِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ حَرَامٌ أَنْ يُزِيلَ الـحَاجُّ وَالـحَاجَّةُ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْ بَدَنِـهِمَا. الـحَلْقُ مَعْنَاهُ اسْتِئْصَالُ الشَّعْرِ بِالـمُوسَى، وَالتَّقْصِيـرُ هُوَ تَرْكُ الِاسْتِئْصَالِ كَأَنْ يُؤْخَذَ مِنْهُ شَىْءٌ قَلِيلٌ أَوْ كَثِيـرٌ مِنْ غَيْـرِ اسْتِئْصَالٍ فَفِعْلُ أَحَدِ هَذَيْنِ فَرْضٌ مِنْ فُرُوضِ الـحَجِّ حَتَّى يَكُونَ الوَقْتُ الَّذِي يَفْعَلُ فِيهِ الـحَلْقَ أَوِ التَّقْصِيـرَ بَعْدَ أَنْ يَـمْضِيَ نِصْفُ لَيْلَةِ العِيدِ، قَبْلَ ذَلِكَ حَرَامٌ أَنْ يَنْتِفَ الـحَاجُّ شَعْرَةً وَاحِدَةً مِنْ شَعَرِ بَدَنِهِ، كَذَلِكَ عَلَى الـمَرْأَةِ حَرَامٌ أَنْ تَنْتِفَ شَعْرَةً مِنْ بَدَنِـهَا قَبْلَ انْتِصَافِ لَيْلَةِ العِيدِ. فَظَهَرَ أَنَّ تَرْكَ إِزَالَةِ الشَّعْرِ فِي أَوَّلِ الإِحْرَامِ إِلَى انْتِصَافِ لَيْلَةِ العِيدِ حَرَامٌ وَفِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ عِبَادَةٌ.
وَأَقَلُّ وَاجِبِ الـحَلْقِ ثَلَاثُ شَعَرَاتٍ حَلْقًا أَوْ تَقْصِيـرًا مِنْ شَعَرِ الرَّأْسِ، وَمَنْ لَا شَعَرَ عَلَى رَأْسِهِ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُـمِرَّ الـمُوسَى عَلَيْهِ. وَالـحَلْقُ لِلرَّجُلِ أَفْضَلُ مِنَ التَّقْصِيـرِ بِالـمِقَصِّ لِـحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِيـنَ» قَالُوا: وَالـمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِيـنَ»، قَالُوا: وَالـمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَلِلْمُقَصِّرِينَ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ. أَعَادَ ذِكْرَ الـمُحَلِّقِيـنَ مَرَّتَيْـنِ لِتَأْكِيدِ أَفْضَلِيَّتِهِ، أَعَادَ ذِكْرَ الـمُحَلِّقِيـنَ مَرَّتَيْـنِ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ ثَوَابًا وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ حَلَقَ فِي غَيْـرِ النُّسُكِ إِنَّـمَا كَانَ يُقَصِّرُ، أَحْيَانًا كَانَ يَصِلُ شَعَرُهُ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَأَحْيَانًا إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَـحْلِقُ بِالـمُوسَى لِأَنَّ الـحَلْقَ بِالـمُوسَى أَفْضَلُ مِنَ التَّقْصِيـرِ بِالـمِقَصِّ.وَلَمْ يَـحْلِقِ الرَّسُولُ فِي غَيْـرِ الـحَجِّ وَالعُمْرَةِ، إِنَّـمَا كَانَ يُقَصِّرُ، أَحْيَانًا كَانَ يَصِلُ شَعَرُ رَأْسِهِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَأَحْيَانًا إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
والتَّقْصِيـرُ جَائِزٌ لِلنِّسَاءِ كَمَا هُوَ جَائِزٌ لِلرِّجَالِ لَكِنَّ الـحَلْقَ بِالـمُوسَى حَرَامٌ عَلَى الـمَرْأَةِ إِلَّا لِضَرُورَةٍ.
وَالسُّنَّةُ أَنْ يَكُونَ الـحَلْقُ أَوِ التَّقْصِيـرُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَالأَفْضَلُ بَعْد طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ طَوَافِ الرُّكْنِ وَالسَّعْيِ، وَيُسَنُّ حَلْقُ جَمِيعَهُ لِلذَّكَرِ، وَيُسَنُّ البَدَاءَةُ بِيَمِيـنِ رَأْسِ الـمَحْلُوقِ وَمُقَدَّمِهِ، وَاسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ، وَالتَّكْبِيـرُ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الـحَلْقِ أَوِ التَّقْصِيـرِ. وَأَمَّا الـمَرْأَةُ فَتُقَصِّرُ، وَيُسْتَحَبُّ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِ رَأْسِهَا.
اللهمَّ إنَّا نَسْألُكَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ .