سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - سلسلة حلقات رحلة العمر الحج - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

يرفع يديه بالدعاء ويقول


يرفع يديه بالدعاء ويقول
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

أما بعد فإنه يُسْتَحَبُّ للمحرم إذَا بَلَغَ الـحَرَمَ المكي أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ هَذَا حَرَمُكَ وَأَمْنُكَ فَحَرِّمْنِي عَلَى النَّارِ وَءَامِنِّي مِنْ عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ» وَيَسْتَحْضِرُ مِنَ الـخُشُوعِ وَالـخُضُوعِ فِي قَلْبِهِ وَجَسَدِهِ مَا أَمْكَنَهُ.
وَيُسَنُّ لَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَحَفَّظَ فِي دُخُولِهِ مِنْ إِيذَاءِ النَّاسِ فِي الزَّحْمَةِ وَيَتَلَطَّفَ بِـمَنْ يُزَاحِمُهُ. فَإِذَا وَصَلَ إِلَى بَيْتِ اللهِ الـحَرَامِ تَوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ الـمُشَرَّفَةِ بِـخُشُوعٍ وَتَدَبُّرٍ لِـجَلَالَةِ البُقْعَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا فَهُوَ فِي خَيْـرِ بِقَاعِ الأَرْضِ وَيَتَلَطَّفُ بِـمَنْ يُزَاحِمُهُ وَيَـحْتَـرِزُ مِنْ إِيذَاءِ النَّاسِ. فَإِذَا وَقَعَ بَصَرُهُ عَلَى البَيْتِ عَلَى الكَعْبَةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ بِالدُّعَاءِ وَيَقُولُ:
«اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيـمًا وَمَهَابَةً وَزِدْ مَنْ شَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ مِـمَّنْ حَجَّهُ أَوِ اعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيـمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ»، وَيَدْعُو بِـمَا أَحَبَّ مِنْ مُهِمَّاتِ الآخِرَةِ وَالدُّنْيَا، وَأَهَـمُّهَا سُؤَالُ الـمَغْفِرَةِ، فَقَدْ جَاءَ أَنَّهُ يُسْتَجَابُ دُعَاءُ الـمُسْلِمِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الكَعْبَةِ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَتَجَنَّبَ فِي وُقُوفِهِ مَوْضِعًا يَتَأَذَّى بِهِ الـمَارُّونَ أَوْ غَيْـرُهُمْ.
ثُمَّ مِنْ ءَادَابِ الـمَسْجِدِ الَّتِي أَرْشَدَنَا إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ دُخُولِ الـمَسْجِدِ أَنْ يقدم رجله اليمنى عند الدخول ويَقُولَ: «بِسْمِ اللهِ وَالـحَمْدُ لِلَّهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَسَلِّمْ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ»، وَهَذَا تَضَرُّعٌ إِلَى اللهِ بِأَنْ يَغْمُرَهُ بِرَحْمَتِهِ الوَاسِعَةِ، وَأَنْ يُهَيِّئَ لَهُ الأَعْمَالَ الصَّالِـحَةَ الَّتِي تَكُونُ سَبَبًا فِي الدُّخُولِ مِنْ أَبْوَابِ الرَّحْمَةِ الـمُتَعَدِّدَةِ.
«بِسْمِ اللهِ وَالـحَمْدُ للهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَسَلِّمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ». كَذَلِكَ مِنْ ءَادَابِ الـمَسْجِدِ الَّتِي أَرْشَدَنَا إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الـخُرُوجِ مِنَ الـمَسْجِدِ أَنْ يقَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى ويَقُولَ: «بِسْمِ اللهِ وَالـحَمْدُ للهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِهِ وَسَلِّمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ مِنْ رِزْقِكَ الـحَلَالِ» وَهَذَا تَضَرُّعٌ إِلَى اللهِ وَإِقْرَارٌ بِأَنَّهُ صَاحِبُ الفَضْلِ العَظِيمِ عَلَى عِبَادِهِ وَهُوَ الرَّزَّاقُ وَأَنَّهُ يُعْطِي مِنْ فَضْلِهِ الوَاسِعِ بِلَا حِسَابٍ.
اللَّهُمَّ عَلِّمنَا مَا جَهِلْنَا، وَذَكِّرْنَا مَا نَسِينَا، وَزِدْنَا عِلْمًا، وَاجْعَلِ القُرْءَانَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورًا لِأَبْصَارِنَا وَجَوَارِحِنَا وَتَوَفَّنَا عَلَى هَدْيِهِ وَأَكْرِمْنَا بِـحِفْظِهِ.