سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - أشراط الساعة - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

برنامج أشراط الساعة الحلقة الخامسة


برنامج أشراط الساعة الحلقة الخامسة
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحسنُ وصلواتُ اللهِ البرِّ الرحيمِ والملائكةِ المقربينَ على سيِّدِنا محمدٍ أشرفِ المرسلينَ وعلى ءالِهِ الطيبينَ الطاهرِينَ.

أما بعدُ فإنَّ مِنْ علاماتِ الساعةِ الصغرى التي وقعتْ ولم تنقضِ ما رواهُ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ عن النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: "إنَّ هذا الدينَ بدأَ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأَ فطوبى للغرباءِ"، وعندَ الترمذيِّ: "قيلَ: ومَنِ الغرباءُ؟ قالَ: الذينَ يُصلحونَ ما أفسدَ الناسُ مِنْ سنتي بعدي".

لَما بدأَ الرسولُ يدعو إلى الإسلامِ في مكةَ كانَ وحدَهُ ثم انضمَّ إليهِ عددٌ فلمْ يؤمنْ بهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلا القليلُ، وأكثرُ الخلقِ عادَوْهُ وعاندُوهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وءاذَوهُ وءاذَوا أصحابَهُ الذينَ أسلموا، حتى هاجرَ من هاجرَ إلى الحبشةِ فرارًا بدينهِ مِنَ الفتنِ وبنفسهِ مِنَ الأذى والاضطهادِ والظلمِ والاستبدادِ. وهاجرَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بأمرِ اللهِ تعالى إلى المدينةِ بعدَما نالَهُ مِنْ شدةِ الأذى ما نالَهُ رجاءَ أن يهيئَ اللهُ لهُ مَنْ يُؤازرُهُ في دعوتهِ، ويقومُ معَهُ بنصرِ الإسلامِ، وانتقلَ معَهُ مَنْ قَدَرَ مِنْ أصحابِهِ، وكانَ غريبًا أيضًا، حتى كَثُرَ أهلُهُ في المدينةِ وفي بقيةِ الأمصارِ.