سلسلة هل تعلم هل تعلم؟ - أشراط الساعة - إعداد وتقديم فضيلة الشيخ الدكتور محمد الأخرس

برنامج أشراط الساعة الحلقة 14


برنامج أشراط الساعة الحلقة 14
إعداد وتقديم الشيخ الدكتور محمد الأخرس

يأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الحَلاَلِ أَمْ مِنَ الحَرَامِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ لهُ النعمةُ ولهُ الفضلُ ولهُ الثناءُ الحسنُ وصلواتُ اللهِ البرِّ الرحيمِ والملائكةِ المقربينَ على سيدِنا محمدٍ أشرفِ المرسلينَ وعلى ءالهِ الطيبينَ الطاهرينَ. أما بعدُ فإنَّ طلبَ الحلالِ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀَ ﺍﻟﺸﺮﻉُ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒُ ﺑﺎﻟﺤﺚِّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﻲِ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞِ ﺍﻟﻤﺎﻝِ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺑﻪِ. فعلى مَنْ أرادَ تحصيلَ المالِ لحاجةِ نفسهِ أو حاجةِ عيالهِ أن يسعى للتحصيلِ بطريقٍ مباحٍ شرعًا، قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين﴾ [سورة البقرة/68].

فالرزقُ ليسَ مقصورًا على الحلالِ بل يشملُ الحلالَ والحرامَ وإن كانَ بينَهما فرقٌ من حيثُ العاقبةُ، فإنَّ الرزقَ الحلالَ ليسَ فيهِ وبالٌ على صاحبهِ. وأما الحرامُ فإنهُ وبالٌ على صاحبهِ وبسببهِ ﻳﻘﺴﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐُ ﻭﻳﻨﻄﻔﺊُ ﻧﻮﺭُ الإﻳﻤﺎﻥِ ﻭﻳﻤﻨﻊُ ﺇﺟﺎﺑﺔَ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀِ، بل ﺇﻥَّ ﻭﺑﺎﻝَ ﺍﻟﻜﺴﺐِ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡِ ﻳﻜﻮﻥُ ﻋﻠﻰ الأمةِ ﻛﻠِّﻬﺎ؛ ﻓﺒﺴﺒﺒﻪِ ﺗﻔﺸﻮ ﻣﺴﺎﻭﺉُ الأﺧﻼﻕِ ﻣﻦْ ﺳﺮﻗﺔٍ ﻭﻏﺼﺐٍ، ﻭﺭِﺷﻮﺓٍ ﻭﺭﺑﺎ، ﻭﻏﺶٍّ ﻭﺍﺣﺘﻜﺎﺭٍ، ﻭﺗﻄﻔﻴﻒٍ ﻟﻠﻜﻴﻞِ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥِ، ﻭﺃﻛﻞِ ﻣﺎﻝِ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢِ، ﻭﺃﻛﻞِ ﺃﻣﻮﺍﻝِ ﺍﻟﻨﺎﺱِ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞِ، ﻭﺷﻴﻮﻉِ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶِ ﻣﺎ ﻇﻬﺮَ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦَ.